أفلا يتدبرون القرآن


إن المتدبر للقرآن يوقن بأن محمد هو رسول الله حقاً لما فى أسلوب القرآن من الأمور التى لا تخطر على عقل إنسان أن يأتى بها
وذلك ما أراده الله منا وهو تدبر القرآن .
ومع أن هناك الكثير من الكتب التى تبرز إعجاز القرآن
إلا أن القارئ يمكن يستنتج بعقله ما يؤكد صدق محمد صلى الله عليه وسلم
ومن ذلك وقوله :
" وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ "
فما الذى يجعل الرسول يأتى بمثل هذا التشبيه وما أدراه أن الذى يصعد إلى السماء يضيق صدره – أم أن هذا التشبيه كان مجرد كلاماً وبالصدفة أثبته العلم - إذا صعد رواد الفضاء أحسوا بذلك

ثم يأتى بنتيجة أن الجبال ليست ثابتة فى قوله :
"وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ "
أليس فى هذا مجازفة تجعل البعض (وقتها) يتهكم عليه ولماذا يدخل فى تلك الأمور . نعم أثبتها العلم بعد ذلك أنها تسير . ولكن ماذا كان يقول من يتلقى هذه الآيات وقتها .
وهل كان مع محمد واحد من العلماء يساعده

وكأن محمد على معرفة بما جاء به موسى إذا لم يخبره الله فمن أخبره :
" َلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ "
فهو دارس للأديان الأخرى . فممن تعلمها ؟
بل ويتحداهم أيضاً : " قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ "
وعلى علم بالأمم السابقة ويدلهم على أماكن أرضهم فهل درس التاريخ والجغرافيا
" وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "
فقد حدد مكانهم فى واد باليمن به منازلهم

" وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ"
" ُقلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ
"
وهل رأى محمد كل هذا أمن أخبره به ؟
وهو عالم بالأنفس :
" وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا
فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
"

وهل لرجل يريد أن يسيطر على الدنيا أن يصلح بين البشر ويجعلهم متحابين ويساعدون بعضهم : " َآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"

وهل ركب محمد البحر وترك الصحراء حتى يأتى بهذا المثل "َإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ "
أم كان على معرفة ببعض الرحالة أو قبطان يصف له شكل الموج
مثل أخر لإحياء الموتى : " وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ "
فما كان الرسول أغنى عن تلك الأمثلة التى يمكن أن يكذبه فيها أصحاب الديانات الأخرى ولكنه اليقين من الحق

شهادة عبد الله بن سلام على أهله عندما أسلم وأخبر الرسول أنهم فى لحظة يمكن أن يغيروا أقوالهم وهذا ما حدث فعلاً عندما توارى وسألهم الرسول عما يقولون فى عبد الله بن سلام فمدحوه جميعاً فلما خرج عرفوا أسلامه تغير الموقف تماماً وعابوه :
" وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "

والإخبار عن المنافقين :" وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ "
" سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً "

والرؤيا التى تحققت :" لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم عام الحديبية قبل خروجه أنه يدخل مكة هو وأصحابه ويحلقون ويقصرون فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا فلما خرجوا معه وصدهم الكفار بالحديبية ورجعوا وشق عليهم ذلك وراب بعض المنافقين نزلت وقوله بالحق متعلق بصدق أو حال من الرؤيا وما بعدها تفسيرها (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله) وتحققت الرؤيا في العام المقابل

وما الذى يجعل محمداً متأكداً أن المسيح لم يقتل
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً
لماذا يتحدى أهل الكتاب ؟
ولماذا يبرئ أمه مع أنها من بنى إسرائيل أعداء ه
" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ "

بل وفى هذا إعجاز
" إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ "
الذى قال إن محمداً أبتر لأن أولاده الذكور يموتون فهو فلن يذكره أحد بعد موته
ولكن حدث العكس فالملايين يذكرونه كل بل كل ساعة بل لا يتوقف
ومن قال ذلك ( أبو جهل ) لم يعد له ذكر حتى أولاده أسلموا ووضعوه ورفعوا ذكر محمد
فهو الأبتر

وكلما قرأت القرآن ستخرج بنتائج أخرى غير تلك النتائج التى تمتلئ بها الكتب التى تتحدث عن إعجازالقرآن وهذا سيخرج بنتيجة وأنا أستنتج أخرى


ربما نكون لسنا متخصصين ولكن لنا عقول نعرف بها
وما غمض علينا فهناك التفاسير
وما يحاول النصارى والملحدون تشكيكنا فيه فهناك العلماء للرد على الشبهات