صراخ الرعد

.
تسابقت الأقدام عندما علم البعض أن حادثاً ما قد وقع على الطريق ، فقد أصبح بينهم وبينه ألفة ، ولكنها ليست ألفة من ذلك النوع الودود المتسم بالرحمة
بل ألفة تغلفها القسوة .
ما زالت تلك الأقدام تسرع فهى تعرف طريقها ..
ليس لأن الحوادث هنا من النوع النادر ، ولكنه أصبح أمراً مألوفاً .
ولكن الغريب أن أولئك الرجال تعتريهم نشوة غريبة
نشوة كتلك التى تحدث لفقير إذا ظفر بكنز سمين
ولكن أى نشوة فى مكان قد يكون محاطاً برائحة الموت أو دماء تسيل .
بل تلك هى النشوة التى يبحثون عنها !!!
فالبعض منهم يمسك سكيناً .. أو ما يشبه آلات الأطباء
وآخر فى يده وعاء من تلك الأوعية التى يحفظ فيها طعم الأطفال
ربما يمنى أحدهم نفسه بما سيجنى من تلك الجولة
وأى نفس تلك التى تحدثه
ربما نفس حيوانية
تعودت ذلك الأسلوب الرخيص فى الفوز بالفريسة
ويا لها من فريسة !!
إنها مجهزة للافتراس .
فقد كان الحادث مروعاً
جعل الأجساد تتناثر هنا وهناك بين هياكل السيارتين
ضاعت بعض الملامح وسط تساقطٍ للمطر الذى حول الأرض إلى وحل .
وما إن وصل أولئك ..
حتى أعملوا آلاتهم الحادة فى تلك الأجساد دون مقاومة منها
فمن مات سهل فيه العمل ، ومن بقى فمصيره قد حان .
يمزقونها حتى يستولوا على أعضائها
فالعمل فيها أصبح شيئاً عاديا كمن يخرج أحشاء ذبيحة
فقد أصبحت تجارة الأعضاء مربحة ، والأثرياء ممن يشترون بعضاً من الصحة ينتظرون .
لا يهم من أين أتت .. أو من عاش أو مات .
غابت الشمس وابتلع المغيب الجميع ، واختلط الظلام بالوحل ..
وظلت الأمطار تنهمر .. وسط صراخ الرعد ..
.